مؤشرات سلبية تهدد مستقبل سولانا: هل يفقد السعر دعم 146 دولارًا ويبدأ الانهيار؟
في تطور مقلق لمستثمري العملات الرقمية، بدأت عملة سولانا (SOL) تُظهر إشارات فنية تنذر بالخطر. إذ يشير نمط الرسم البياني الحالي إلى احتمال فقدان العملة لمستوى دعم رئيسي يبلغ 146 دولارًا. وفي حال تأكد هذا الاختراق الهبوطي، فقد نشهد سلسلة من الخسائر تمتد إلى مستويات أكثر انخفاضًا، مما يثير قلق المتداولين في الأسواق الرقمية.
تحليل فني يُظهر نمط رأس وكتفين هبوطي على الرسم البياني
تشير البيانات الفنية إلى تشكل نمط “الرأس والكتفين” (Head and Shoulders) على الرسم البياني اليومي لعملة سولانا. يُعرف هذا النمط في الأسواق التقليدية بأنه من أكثر النماذج دلالة على الانعكاسات الهبوطية. وفي حال كُسر مستوى الدعم عند 146 دولارًا، فإن السعر قد ينزلق نحو مستويات 130 دولارًا، بل وربما 118 دولارًا.
يُلاحظ أن الكتف الأيسر قد تشكل في أوائل يونيو، بينما ظهر الرأس في منتصف الشهر نفسه. الكتف الأيمن آخذ في الاكتمال، مما يضع العملة عند مفترق طرق حاسم. وفي ظل غياب محفزات صعودية واضحة، فإن هذا النمط قد يُترجم إلى موجة بيعية جديدة.
مؤشر القوة النسبية RSI يُعزز السرد الهبوطي
عند النظر إلى مؤشر القوة النسبية (RSI)، فإن الأرقام لا تبشر بالخير. فقد هبط المؤشر إلى ما دون مستوى 50، مما يدل على أن الزخم الهبوطي بدأ يسيطر تدريجيًا. وفي الوقت نفسه، تشير المؤشرات الفنية الأخرى مثل MACD إلى تقاطع سلبي، مما يُعزز التوقعات بهبوط محتمل في المدى القريب.
مع تراجع الطلب وارتفاع مستويات البيع، تبدو سولانا في حالة ترقب حذر. فإذا تم كسر الدعم النفسي عند 146 دولارًا، فإن الضغط الهبوطي قد يتسارع بشكل كبير.
النظرة الفنية على الإطار الزمني القصير
على الإطار الزمني لأربع ساعات، تتماسك سولانا حاليًا ضمن نطاق ضيق يتراوح بين 146 و152 دولارًا. وفي حال فشل السعر في اختراق الحد العلوي للنطاق، فإن التوقعات تشير إلى موجة بيع جديدة قد تدفع بالسعر نحو الدعم التالي عند 138 دولارًا.
هذه الحركة تأتي في وقت يشهد فيه السوق تذبذبًا عامًا بسبب قلة السيولة وتراجع شهية المخاطرة، وهو ما يُضعف احتمالات العودة الصعودية على المدى القصير.
العوامل الأساسية التي تضغط على سولانا
رغم أن سولانا تظل من العملات الواعدة من حيث التكنولوجيا والاعتمادية، فإن هناك جملة من العوامل الأساسية التي أثرت سلبًا على أدائها. تشمل هذه العوامل:
-
ضعف تدفق الأموال المؤسسية نحو السوق.
-
تراجع المعنويات العامة في قطاع العملات الرقمية.
-
استمرار القلق بشأن قضايا الأمان والسعة في شبكة سولانا.
كما أن منافسة سولانا مع شبكات مثل إيثريوم وبوليجون لا تزال تحتدم، مما يزيد من الضغوط على الأداء السعري.
ماذا يقول المحللون؟
يحذر عدد من المحللين من كسر الدعم الحالي، إذ أشار المحلل “ميشيل فان دي بوب” في تغريدة عبر منصة إكس إلى أن سولانا قد تواجه هبوطًا عنيفًا في حال فشلت في التماسك فوق 146 دولارًا. وبحسب وجهة نظره، فإن السيناريو الأكثر ترجيحًا يتمثل في التراجع نحو 130 دولارًا، خاصةً مع تزايد حالة القلق في السوق.
وفي المقابل، يرى البعض أن هذا التراجع قد يكون فرصة شراء في حال حافظت سولانا على دعمها الهيكلي الطويل المدى عند مستويات 120 إلى 125 دولارًا.
السيناريوهات المحتملة خلال الأيام المقبلة
في ضوء الوضع الحالي، يمكن وضع ثلاث سيناريوهات رئيسية أمام سولانا:
-
السيناريو السلبي: كسر واضح لمستوى 146 دولارًا يتبعه هبوط سريع نحو 130 ثم 118 دولارًا.
-
السيناريو المحايد: استمرار التداول العرضي ضمن النطاق الحالي، مع تذبذب بين 146 و152 دولارًا دون كسر واضح.
-
السيناريو الإيجابي: انتعاش غير متوقع يقود لاختراق 155 دولارًا، مما يُبطل مفعول النموذج الهبوطي الحالي.
غير أن أغلب المؤشرات ترجح السيناريو الأول في حال عدم حدوث تحفيزات تقنية أو إخبارية قوية.
توصيات هامة للمستثمرين
في ظل هذه التقلبات، يُنصح المستثمرون باتباع الاستراتيجيات التالية:
-
عدم اتخاذ قرارات متسرعة بناءً على العاطفة.
-
مراقبة المستويات الفنية الهامة يوميًا.
-
استخدام أوامر وقف الخسارة بشكل صارم.
-
تجنب الدخول بكامل رأس المال في مراكز شراء غير مؤكدة.
فالموجات التصحيحية القوية قد تُفقد المستثمرين جزءًا كبيرًا من رأس المال إن لم تتم إدارتها بحذر.
الخلاصة: سولانا أمام منعطف خطير.. والأسواق تترقب
تشير المؤشرات الفنية والتحليلات السوقية إلى أن عملة سولانا تمر بمرحلة حساسة قد تحدد مصيرها خلال الأسابيع القادمة. فاختراق الدعم عند 146 دولارًا للأسفل قد يُشعل موجة بيع قوية ويعيد السعر إلى مستويات لم نشهدها منذ أشهر.
ومع التراجع العام في المعنويات، بات من الضروري مراقبة تحركات السوق بدقة واتخاذ قرارات استثمارية مبنية على بيانات واضحة وتحليل شامل.
وبينما يبقى المستقبل مفتوحًا على احتمالات عدة، تبقى الحكمة في الحذر واليقظة، خصوصًا في أسواق غير مستقرة كهذه.
