صدمة في أسواق الإيثريوم: هل تلاشت آمال اختراق حاجز 3000 دولار رغم المؤشرات الإيجابية؟
رغم صعوده بنسبة تجاوزت 4% خلال أسبوع، لم يتمكن الإيثريوم من تجاوز الحاجز النفسي البالغ 3000 دولار. ورغم تشكل “العبور الذهبي” — وهو نمط فني تاريخياً ما يرتبط ببداية ارتفاعات قوية — لم تترجم هذه الإشارة إلى موجة صعود فعلية. تتصاعد التساؤلات الآن حول مستقبل ثاني أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية، في ظل تقلبات السوق وعدم وضوح الرؤية التقنية.
أداء الإيثريوم خلال الأسبوع الماضي: صعود محدود دون اختراقات
شهد الإيثريوم ارتفاعًا بنسبة 4% تقريبًا خلال الأسبوع الماضي، متجاوزًا مؤقتًا حاجز 2900 دولار. هذا الأداء كان مشجعًا في البداية، لكنه سرعان ما اصطدم بسقف مقاومة صلب منع السعر من تجاوز 3000 دولار.
في ذات الوقت، أظهر الرسم البياني اليومي للإيثريوم تشكل “العبور الذهبي” بين متوسط 50 يومًا و200 يوم، وهو إشارة تاريخية يُنظر إليها كعلامة على اتجاه صاعد. إلا أن ضعف الزخم الشرائي وغياب تدفقات مالية كبيرة حدّا من تأثير هذه الإشارة.
العبور الذهبي يفشل في استثارة السوق
عادة ما يُبشّر العبور الذهبي ببدء دورة صعود طويلة الأمد في الأصول الرقمية. غير أن الأسواق لم تستجب هذه المرة بنفس الحماس المعتاد. المحللون الفنيون يشيرون إلى أن ظهور العبور الذهبي في بيئة خالية من محفزات اقتصادية حقيقية يحد من مصداقيته.
يرى محللون أن تشكيل العبور الذهبي وحده غير كافٍ ما لم يدعمه ارتفاع في حجم التداول وثقة المستثمرين. وحتى الآن، لم تظهر بيانات تشير إلى دخول رؤوس أموال جديدة إلى سوق الإيثريوم.
المقاومة عند 3000 دولار: حاجز نفسي وفني يصعب تجاوزه
أصبح مستوى 3000 دولار بمثابة جدار نفسي وفني أمام الإيثريوم. فقد فشل السعر عدة مرات في تجاوزه، ما جعله نقطة انعكاس يتوقف عندها أي صعود.
ويعتقد خبراء أن هذا الحاجز يمثل منطقة بيع قوية، حيث يستغل المستثمرون أي اقتراب من هذا المستوى لتحقيق أرباح سريعة. هذا السلوك يعيق تحقيق مكاسب مستدامة ويؤخر التقدم نحو أهداف سعرية أعلى.
أسباب فشل الاختراق: ضغوط فنية وضعف ثقة المستثمرين
يُعزى الفشل في اختراق حاجز 3000 دولار إلى عدة عوامل متداخلة. أهمها غياب السيولة القوية، واستمرار الشكوك بشأن تنظيم سوق العملات الرقمية عالميًا.
كما أن بيانات الاقتصاد الكلي، مثل احتمالات استمرار تشديد السياسة النقدية الأمريكية، ساهمت في تقليص شهية المخاطرة. المستثمرون يفضلون الأصول الأكثر أمانًا مثل الدولار أو السندات الحكومية، مما يضعف الطلب على العملات الرقمية.
تحليل فني: الدعم عند 2750 دولار والمقاومة الثابتة عند 3000
تشير التحليلات الفنية إلى أن سعر الإيثريوم يستقر حاليًا فوق مستوى دعم قوي عند 2750 دولار. اختراق هذا الدعم للأسفل قد يشير إلى بداية موجة تصحيح.
أما من جهة المقاومة، فيبقى حاجز 3000 دولار هو العقبة الأكبر. تجاوز هذا المستوى قد يفتح الطريق نحو 3200 دولار، ولكن ذلك يتطلب زخمًا شرائيًا متزايدًا وتحولًا واضحًا في معنويات السوق.
احتمالات ما بعد الفشل: هل يتجه السوق إلى التراجع؟
في حال استمرار الفشل في تجاوز حاجز 3000 دولار، قد يعاني الإيثريوم من عمليات بيع جديدة. هذا السيناريو وارد خاصة مع ضعف المؤشرات الأساسية.
وفي حال تراجع السعر تحت 2750 دولار، قد نشهد موجة تصحيحية قد تصل إلى حدود 2600 دولار، مما يعني فقدان معظم مكاسب الأسبوع الماضي.
السياق الأوسع: ما الذي ينتظر الإيثريوم خلال النصف الثاني من 2025؟
يدخل الإيثريوم النصف الثاني من عام 2025 وسط ضغوط تنظيمية متزايدة، خصوصًا مع اقتراب قرارات نهائية من هيئة الأوراق المالية الأمريكية بشأن العديد من الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs).
وفي حال تمت الموافقة على صناديق ETF مبنية على الإيثريوم، فإن ذلك قد يفتح المجال أمام موجة استثمار مؤسسي تعيد الزخم للعملة.
لكن في المقابل، فإن أي تأخير أو رفض قد يُترجم إلى ضغوط هبوطية جديدة، خاصة في ظل الأجواء الاقتصادية المتقلبة.
أين يقف المستثمرون الآن؟ الحذر سيد الموقف
تشير بيانات السوق إلى أن معظم المستثمرين يتبنون الآن موقف الانتظار والترقب. فبينما يرى البعض أن الفرصة مواتية للشراء عند المستويات الحالية، يتخوف آخرون من انهيار محتمل في حال استمرت المقاومة الصلبة عند 3000 دولار.
ويبدو أن السوق يحتاج إلى محفز قوي، سواءً كان تقنيًا أو سياسيًا أو اقتصاديًا، لكسر حالة الركود والتردد التي تهيمن عليه.
ختامًا: ما بين الأمل والتردد، مستقبل الإيثريوم على المحك
الإيثريوم يقف عند مفترق طرق حساس، بين آمال بموجة صعود قوية تستند إلى إشارات فنية إيجابية، وبين واقع سوق يفتقر للثقة والزخم.
وحتى تتغير هذه المعادلة، سيبقى سعر الإيثريوم يتأرجح بين الدعم والمقاومة، في انتظار حدث يقلب الموازين.
في هذا السياق، تبقى أعين المتداولين معلقة بحاجز 3000 دولار، والذي سيبقى حجر الزاوية في مستقبل العملة الرقمية خلال الشهور القادمة.
