67% من عملات البيتكوين بيد الأفراد: هل بدأت موجة الارتفاع الحاسمة؟
بيانات صادمة تكشف تركز ملكية البيتكوين لدى المستثمرين الأفراد
في تطور لافت داخل سوق العملات الرقمية، كشفت أحدث البيانات الصادرة عن منصة IntoTheBlock أن نسبة مذهلة تُقدَّر بـ67% من إجمالي عملات البيتكوين أصبحت الآن في حيازة المستثمرين الأفراد، الأمر الذي يثير تساؤلات جوهرية بشأن المرحلة التالية من حركة الأسعار، خاصة في ظل التباطؤ المؤقت الذي يشهده السوق.
ووفقًا لتقرير نُشر عبر موقع CryptoNews بتاريخ 25 يوليو 2025، فإن هذه النسبة تعكس مرحلة تحول رئيسية في ديناميكية السوق، تشير إلى تزايد تأثير صغار المستثمرين على مستقبل أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية.
انخفاض هيمنة المحافظ الكبرى: دلالة على انتقال السيادة
في الوقت الذي كان يُعتقد فيه سابقًا أن السوق يدار بدرجة كبيرة من قبل الحيتان المؤسسية، أوضحت البيانات الأخيرة أن المحافظ الكبرى—أي التي تحتوي على ما يزيد عن 0.1% من إجمالي المعروض—لم تعد تهيمن إلا على نسبة 9.5% فقط من البيتكوين.
وتؤكد هذه الأرقام تراجع تأثير الجهات ذات القدرة الشرائية العالية، وارتفاع معدل انتشار البيتكوين بين المستخدمين الأفراد، وهو ما يُعيد توزيع القوة السوقية بطريقة أكثر توازنًا وربما أكثر ديمقراطية.
ماذا تعني هذه النسب لمستقبل السعر؟
يرى محللون أن وجود هذه النسبة المرتفعة من البيتكوين بأيدي المستثمرين الأفراد، يعني أن السوق قد دخل مرحلة من الاستقرار الهيكلي على المدى الطويل. فمع تراجع سيطرة الكيانات الكبرى، تصبح تحركات الأسعار أقل عرضة للتقلبات الحادة الناتجة عن صفقات ضخمة منسقة.
ومع أن السوق يشهد في الوقت الحالي حالة من الركود النسبي، حيث يتراوح سعر البيتكوين بين 67,000 و68,000 دولار أمريكي، إلا أن هذا التوزيع الجديد قد يكون المؤشر الأول على نشوء قاعدة سعرية مستقرة تدفع نحو صعود مستقبلي حتمي.
إشارات تقنية تدعم احتمال الصعود
من الناحية الفنية، تُشير مؤشرات الزخم إلى ثبات سعر البيتكوين حول مستويات الدعم القوية عند 67,500 دولار. وبينما لا تزال المقاومة الرئيسية متمركزة عند حاجز 68,500 دولار، فإن الاختراق فوق هذه المستويات قد يفتح الباب أمام اندفاع قوي نحو أعلى المستويات التاريخية مجددًا.
ويُذكر أن مستوى الدعم الحالي يُعد مستوى فنيًا هامًا، إذ يمثل تقاطع المتوسطات المتحركة على مدى 50 و200 يومًا، ما يعطي قوة إضافية لاحتمالية الارتداد الصعودي.
لماذا تراجع السعر رغم تركز الملكية الفردية؟
رغم أن هذا التوزيع الجديد للملكية يُعتبر عاملًا إيجابيًا من حيث استقرار السوق، إلا أن انخفاض حجم التداول الإجمالي مؤخرًا يُعد من العوامل التي حالت دون تحرك السعر بقوة. ويرجح خبراء أن المستثمرين الأفراد بطبيعتهم يميلون إلى التمسك بأصولهم الرقمية لفترات طويلة، ما يقلل من مستوى السيولة، ويؤجل الانفجار السعري المرتقب.
إضافة إلى ذلك، لا تزال الأسواق تنتظر إشارات تنظيمية أو اقتصادية أقوى لدفع حركة التداول نحو المسار الصعودي بقوة.
التحليل المؤسسي: صعود تدريجي أم قفزة مفاجئة؟
تشير القراءات المؤسسية إلى أن السوق ربما يتجه نحو سيناريو من اثنين. الأول: صعود تدريجي ومنظم مدفوع بمشتريات بطيئة من قبل الأفراد، مع دعم مؤسسي محدود. والثاني: قفزة مفاجئة ومضخمة في السعر إذا ما تدخلت المؤسسات المالية الكبرى في مرحلة الشراء اللاحقة، مدفوعة بعوامل مثل تحسن السياسات التنظيمية أو زيادة الطلب على صناديق ETF المرتبطة بالبيتكوين.
وفي كلا الحالتين، فإن الوضع الحالي من تركز الملكية لدى الأفراد يعزز من قدرة السوق على امتصاص الصدمات ويُقلل من احتمالية التلاعب السعري الكبير.
السياق العالمي يدعم الاستثمار الفردي
على الصعيد العالمي، تُشير بيانات صندوق النقد الدولي إلى تزايد الاعتماد على الأصول الرقمية في عدد من الاقتصادات الناشئة. وقد ساهمت الأزمة المصرفية في بعض الدول الأوروبية في توجيه المستثمرين نحو الأصول البديلة، ما شجّع فئة الأفراد على الدخول بكثافة إلى سوق البيتكوين.
وفي هذا الإطار، تبدو حركة التحول في ملكية العملة الرقمية انعكاسًا مباشرًا للاضطرابات الاقتصادية والسياسية التي يعيشها العالم اليوم، مما يعزز من مكانة البيتكوين كملاذ رقمي آمن.
الخلاصة: هل تتجه السوق إلى انطلاقة جديدة؟
في ضوء هذا التوزيع المتنامي لملكية البيتكوين بين أيدي الأفراد، يبدو أن السوق تمهد لانطلاقة جديدة على أسس أكثر استدامة. فبعيدًا عن المضاربات قصيرة الأجل التي ميزت السنوات السابقة، قد يكون السوق الآن أمام مرحلة نضج جديدة تُبنى على الثقة طويلة الأجل والوعي الاستثماري المتزايد لدى الأفراد.
ومع أن الطريق لا يزال محفوفًا بالعقبات التنظيمية والتقنية، إلا أن المعطيات الراهنة تقدم مؤشرات قوية على أن السوق قد بدأ بالفعل في تأسيس قاعدة صلبة لمرحلة صعود مقبلة قد تكون من بين الأهم في تاريخه.
