انهيار مفاجئ في رموز الذكاء الاصطناعي: هل انتهى زمن الحلم الرقمي؟
تهاوي رمز Sahara AI بنسبة 74% منذ إطلاقه يثير تساؤلات الأسواق
شهدت أسواق العملات الرقمية حالة من الصدمة مؤخرًا بعد الانهيار السريع لرموز مشروعات الذكاء الاصطناعي.
رمز “Sahara AI” خسر أكثر من 74٪ من قيمته خلال فترة قصيرة منذ إطلاقه.
في الوقت ذاته، تراجع رمز “Humanity Protocol” بنسبة 87٪ في غضون أيام قليلة فقط.
تثير هذه الانهيارات أسئلة حادة حول مستقبل رموز الذكاء الاصطناعي في السوق الرقمية.
هل انتهت الفقاعة قبل أن تبدأ؟ وهل بدأ المستثمرون يدركون الحقيقة وراء هذا الصعود الصناعي السريع؟
ما هو مشروع Sahara AI؟ ولماذا أخفق رغم التوقعات العالية؟
تأسس مشروع Sahara AI بهدف بناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي تحترم الخصوصية وتعمل عبر بلوكتشين لامركزي.
وعد المشروع بتوفير أدوات للمطورين تتيح إنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي مستقلة وآمنة.
اعتمد المشروع على الحوسبة اللامركزية لتقليل اعتماد النماذج على كيانات مركزية.
كما أعلن عن شراكات بارزة مع فرق متخصصة في الذكاء الاصطناعي والبلوكشين.
ولكن رغم هذه الطموحات، هبط سعر الرمز من 1.0 دولار إلى نحو 0.25 دولار في غضون أسابيع.
هذا التراجع السريع يشير إلى غياب ثقة المستثمرين، وافتقار السوق لدوافع حقيقية للاحتفاظ بالرمز.
Humanity Protocol: صعود صاروخي ثم انهيار كارثي خلال أيام
مشروع Humanity Protocol كان من أكثر الرموز ترقبًا في القطاع، خاصة مع ربطه بتقنيات إثبات الهوية اللامركزية.
يعتمد المشروع على بصمة راحة اليد لتعزيز “إثبات الشخصية الفريد” عبر شبكة Web3.
نجح في جذب انتباه المستثمرين بعد الإعلان عن دعمه من قبل Sam Altman، مؤسس OpenAI.
ورغم الزخم الإعلامي، انهار رمز HUMAN من 0.38 دولار إلى 0.05 دولار فقط.
يعزو بعض المحللين هذا التراجع إلى الاندفاع المفرط نحو رموز الذكاء الاصطناعي دون دراسة معمقة.
كما يرى البعض أن غياب منتج فعلي قابل للتجربة يجعل الرموز مجرد رهانات نظرية.
هل فقدت السوق الثقة في رموز الذكاء الاصطناعي؟
خلال عام 2024، اجتاحت أسواق الكريبتو موجة اهتمام غير مسبوقة بمشروعات الذكاء الاصطناعي.
حظيت رموز مثل FET وAGIX وGRT بارتفاعات قوية بدعم من توقعات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ولكن مع حلول عام 2025، بدأ الكثير من المستثمرين في مراجعة رهاناتهم.
فقد تبيّن أن العديد من هذه المشاريع لا تقدم منتجات جاهزة أو ذات قيمة اقتصادية حقيقية.
أضف إلى ذلك أن مشاريع مثل Sahara وHumanity تُظهر ضعفًا في الحوكمة وسوءًا في التخطيط المالي.
وبالتالي بدأت الأسواق في فرز المشاريع الجادة من تلك التي تستغل الضجيج.
هل حان وقت التنظيم الحكومي لمشاريع الذكاء الاصطناعي المشفرة؟
الانهيارات الأخيرة دفعت البعض إلى المطالبة بإشراف تنظيمي أقوى على مشاريع الذكاء الاصطناعي القائمة على البلوكشين.
فقد أصبحت مشاريع الذكاء الاصطناعي تشكل بيئة خصبة للتلاعب والمضاربة غير الآمنة.
في غياب معايير واضحة، يمكن لأي مشروع إطلاق رمز وترويجه بوعود غير مثبتة.
لذلك، يرى الخبراء أن على الجهات التنظيمية التدخل لإرساء قواعد صارمة لحماية المستثمرين.
كما يجب إنشاء لجان مستقلة لتقييم جدوى المشاريع التقنية قبل إدراج رموزها في المنصات العامة.
هذه الإجراءات ستمنع تكرار سيناريوهات الخسارة الجماعية التي شهدناها هذا الشهر.
ما الذي يجب أن يتعلمه المستثمرون من هذه الانهيارات؟
أولًا، يجب إدراك أن الرموز لا تعني نجاح المشروع تلقائيًا.
ثانيًا، ينبغي تحليل نموذج العمل والتقنية المستخدمة بدقة قبل ضخ الأموال.
ثالثًا، لا بد من الحذر من الضجيج الإعلامي و”المؤثرين” الذين يروجون لرموز دون فهم عميق.
وأخيرًا، يبقى أهم درس هو أن السوق لا ترحم المشاريع غير الجاهزة أو التي تفتقر للشفافية.
لذلك، لا بد للمستثمر من التحرك بحذر شديد في هذا القطاع المتقلب بطبيعته.
ما مستقبل الذكاء الاصطناعي المشفر بعد هذا التراجع؟
رغم الانهيارات الأخيرة، لا يزال هناك إيمان بإمكانات الذكاء الاصطناعي في قطاع البلوكشين.
ولكن من المرجح أن تتجه الأسواق نحو المشاريع التي تقدم حلولًا واقعية وشفافة فقط.
قد يستغرق الأمر وقتًا لتصفية المشاريع غير الجادة وإبراز تلك التي تعتمد على تقنيات ناضجة.
كما يتوقع الخبراء أن تعود الثقة تدريجيًا مع ظهور تطبيقات حقيقية ذات فائدة مجتمعية واضحة.
أما الرموز التي تعيش فقط على الوعود والشعارات، فمصيرها التراجع والانهيار.
خاتمة: ما بين الحلم والواقع
الذكاء الاصطناعي يملك طاقة ثورية، لكنه ليس عصا سحرية لنجاح أي مشروع رقمي.
الرموز المشفرة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي تحتاج إلى شفافية، ومنتجات قابلة للاستخدام، ونماذج أعمال مستدامة.
الانهيارات الأخيرة تمثل إنذارًا صارخًا للمستثمرين والمطورين وصنّاع السياسات على حد سواء.
إنها تذكير بأن الحلم الرقمي يجب أن يُبنى على أساس علمي واقتصادي متين، لا على الضجيج والآمال.