ارتفاع هيمنة البيتكوين بعد تصفية بقيمة مليار دولار: هل أصبحت الملاذ الآمن الوحيد؟
قفزة في الهيمنة وسط انهيار السوق
في ظل التقلبات الحادة التي يشهدها سوق العملات الرقمية، ارتفعت هيمنة البيتكوين بشكل كبير خلال الساعات الأخيرة. فقد تجاوزت نسبتها 55٪، وهي الأعلى منذ أبريل 2021. هذا الارتفاع جاء مباشرةً بعد تصفية مراكز مالية بلغت قيمتها مليار دولار خلال 24 ساعة فقط.
تشير البيانات إلى أن السوق تعرض لصدمات عنيفة خلال اليومين الماضيين. وقد أدت هذه الصدمات إلى هروب سيولة ضخمة من العملات البديلة (Altcoins) نحو البيتكوين، التي تُعد الآن بمثابة “ملاذ آمن” للمستثمرين الرقميين وسط هذه العاصفة.
تصفية ضخمة تهز السوق
تؤكد منصة “كوين غلاس” المتخصصة في تحليل بيانات التداول أن ما يزيد عن 297 ألف مستثمر تمت تصفية مراكزهم في يوم واحد. وبلغت الخسائر الإجمالية أكثر من مليار دولار. وكانت منصة بينانس هي الأكبر تأثراً، حيث سُجِّلت عليها أكبر عملية تصفية فردية تجاوزت 15 مليون دولار.
تُعتبر هذه التصفية من بين الأكبر خلال عام 2025، مما يعكس هشاشة ثقة المستثمرين في الأسواق البديلة مقارنة بالبيتكوين.
البيتكوين يتماسك ويقود المشهد
رغم انهيار العديد من العملات البديلة، حافظت البيتكوين على دعمها قرب مستويات 67,000 دولار. وعلى الرغم من تراجعات مؤقتة، فإن السعر لم ينخفض بشكل حاد.
وهو ما يعزز الفرضية السائدة الآن بأن البيتكوين أصبح الأصل الرقمي الأكثر موثوقية، بل وربما الوحيد القادر على مقاومة الانهيارات المفاجئة.
عودة الرواية الكلاسيكية: البيتكوين كملاذ آمن
في أوقات الأزمات، يلجأ المستثمرون عادة إلى الأصول التي تُعرف بالتحصين ضد المخاطر، مثل الذهب. ويبدو أن البيتكوين بدأ يأخذ هذا الدور في الساحة الرقمية.
تاريخيًا، كانت العملات البديلة تشهد ارتفاعات حادة أثناء الصعود العام، إلا أنها تنحدر بسرعة مضاعفة في فترات التصحيح. بالمقابل، يُظهر أداء البيتكوين استقرارًا نسبيًا يجذب رؤوس الأموال في اللحظات الحرجة.
تراجع العملات البديلة يعزز من مركز البيتكوين
بالتزامن مع انهيار بعض المشاريع الصغيرة والمتوسطة، تحوَّلت السيولة نحو البيتكوين. عملات مثل إيثريوم، سولانا، وشيبا شهدت انخفاضات بين 8٪ و15٪ خلال يوم واحد.
هذا الانخفاض عزز مكانة البيتكوين وأدى إلى زيادة هيمنته على السوق، مما يشير إلى تحوُّل واضح في سلوك المستثمرين.
البيتكوين يجذب المؤسسات من جديد
المؤسسات الكبرى كانت أيضًا جزءًا من موجة التحول نحو البيتكوين. ويُلاحظ أن العديد من الصناديق الاستثمارية أعادت موازنة محافظها خلال هذا الأسبوع.
تُظهر البيانات أن صناديق مؤسسية قامت ببيع كميات كبيرة من الأصول البديلة لصالح البيتكوين، مما ساهم في رفع السعر تدريجيًا رغم التراجعات العامة.
هل نشهد بداية دورة صعود جديدة؟
يتساءل كثيرون عمّا إذا كانت هذه التحركات تمثل بداية دورة صعود جديدة للبيتكوين. بعض المحللين يرون أن هذه الموجة التصحيحية كانت ضرورية لإخراج المضاربين وتنقية السوق.
ومن المرجح أن يعقب هذه المرحلة حركة أكثر استقرارًا، تترافق مع دخول سيولة أكثر نضجًا وتوجّه واضح نحو الأصول الآمنة.
دعم فني عند مستويات 66,000 دولار
من الناحية الفنية، تُظهر التحليلات أن مستوى 66,000 دولار يمثل دعمًا قويًا لسعر البيتكوين. وقد اختُبر هذا المستوى عدة مرات خلال الأيام الأخيرة دون أن يُكسر بشكل حاسم.
هذا يعطي إشارات إيجابية للمستثمرين التقنيين الذين يعتمدون على نقاط الدعم والمقاومة في اتخاذ قراراتهم.
استمرار الغموض في الأسواق العالمية
يأتي هذا الحراك في وقت تشهد فيه الأسواق التقليدية أيضًا تقلبات، مدفوعة ببيانات اقتصادية متباينة وتوقعات غامضة حول قرارات الفيدرالي الأمريكي.
ورغم ذلك، فإن البيتكوين يظهر تماسكًا مثيرًا للانتباه، خصوصًا في ظل هشاشة مؤشرات الأسهم والعملات الوطنية لبعض الاقتصادات الناشئة.
ما الذي يمكن توقعه في الأيام القادمة؟
من المتوقع أن تستمر حالة التذبذب خلال الأيام المقبلة. ولكن المؤشرات تُظهر أن البيتكوين قد يستفيد من ضعف العملات البديلة والتوجه المؤسسي الجديد.
كذلك، فإن التوجه نحو تخفيض المخاطر يدفع المستثمرين للابتعاد عن المشاريع الصغيرة والتركيز على الأصول الكبرى، وفي مقدمتها البيتكوين.