بيتكوين تتشبث بمستوى 105,000 دولار وسط انقسام الآراء حول أسعار النفط عالميًا

صعود حذر في سوق العملات المشفّرة رغم التوترات الاقتصادية المتزايدة

شهدت أسعار عملة بيتكوين استقرارًا نسبيًا صباح الخميس، حيث تم تداولها قرب مستوى 105,000 دولار أمريكي.
يأتي هذا التماسك وسط اضطراب عام في الأسواق العالمية، لا سيما بعد تراجع أسعار النفط بشكل غير متوقع.
في الوقت نفسه، لا تزال معنويات المستثمرين متضاربة بين الأمل في ارتفاع جديد والخوف من تصحيح قوي وشيك.

التحليلات الفنية: مقاومة قوية وتردد في الاختراق

تُظهر الرسوم البيانية أن بيتكوين تواجه مقاومة واضحة عند منطقة 105,500 دولار.
ويؤكد المحللون أن كسر هذا الحاجز سيكون حاسمًا لتحديد المسار التالي للعملة.
لكن، بالرغم من عدة محاولات لاختراق هذه المنطقة، لا يزال السعر مترددًا في اتخاذ اتجاه حاسم.

وقد أشار المحلل الشهير “سكوت ميلكر” إلى أن التراجع الأخير لا يُعتبر مقلقًا حتى الآن.
وأكد أن السوق يحتاج فقط إلى بعض الوقت لتجميع الزخم قبل الانطلاق مجددًا نحو الأعلى.
وأضاف أن المؤشرات لا تزال إيجابية على المدى المتوسط، رغم فقدان بعض القوة على المدى القصير.

النفط: انكماش غير متوقع يزيد من الغموض الاقتصادي

في سياق آخر، تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها خلال أربعة أشهر، وسط مخاوف من تباطؤ عالمي في الطلب.
وقد أثار هذا التراجع المفاجئ جدلًا كبيرًا في أوساط المستثمرين والمحللين على حد سواء.
ففي حين يرى البعض أن انخفاض النفط يصب في مصلحة العملات الرقمية، يرى آخرون أنه مؤشر سلبي للاقتصاد الكلي.

ومن جانبه، اعتبر “مايك ماكغلون”، كبير محللي بلومبرغ، أن العلاقة بين النفط وبيتكوين تشهد تحولًا.
وأشار إلى أن هبوط النفط قد يضع ضغوطًا تضخمية أقل، مما قد يُفسح المجال للبنوك المركزية لتخفيف سياساتها.
لكن بالمقابل، فإن أي إشارات على ركود اقتصادي قد تدفع المستثمرين للابتعاد عن الأصول عالية المخاطرة مثل بيتكوين.

التضخم وسياسات الفائدة: بيتكوين تترقب قرارات البنوك المركزية

يستمر الغموض المحيط بسياسات الفائدة في الضغط على الأسواق، مع ترقب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.
وقد أظهرت بيانات التضخم الأمريكية تراجعًا طفيفًا، ما يعزز احتمالية تثبيت الفائدة مؤقتًا.
غير أن مسؤولي الفيدرالي لا يزالون حذرين في تصريحاتهم، مؤكدين ضرورة مراقبة البيانات القادمة.

وهذا التردد يُبقي المستثمرين في حالة ترقب دائم، ويؤثر على جميع الأسواق، بما فيها العملات المشفرة.
ويرى محللون أن أي إشارة إلى تخفيف السياسات النقدية ستُترجم فورًا إلى ارتفاعات في أسعار بيتكوين.
بينما سيؤدي أي توجه نحو التشديد إلى موجة تصحيح محتملة، خاصة وأن الأسعار بلغت مستويات تاريخية.

تحذيرات من التصحيحات رغم التفاؤل العام

على الرغم من ثبات الأسعار حاليًا، لا يخفي كبار المحللين قلقهم من احتمالية حدوث تصحيح قوي في المدى القريب.
ويحذرون من أن الأسواق غالبًا ما تشهد تراجعات حادة بعد فترات ارتفاع متواصل دون تصحيح كافٍ.
وقد أكد محللو منصة “ماتريكس بورت” أن البيتكوين بحاجة إلى استراحة تقنية لضمان استمرار المسار الصاعد لاحقًا.

وبحسب تحليلاتهم، فإن دعم 98,000 دولار يمثل الحد الفاصل بين استئناف الصعود أو الدخول في موجة هبوط مؤقتة.
ولذا، ينصح الخبراء المستثمرين بالتريث واتخاذ قرارات مبنية على المعطيات وليس على العواطف فقط.

مؤشرات السوق: تباين في أداء العملات البديلة

في موازاة استقرار بيتكوين، شهدت العملات البديلة أداءً متباينًا خلال الساعات الماضية.
إيثريوم استقرت قرب 5,800 دولار، بينما تراجعت عملة سولانا بنسبة 3% خلال اليوم الأخير.
وفي الوقت ذاته، أظهرت عملة الريبل مقاومة ملحوظة أمام موجات البيع، محافظة على مستوى 0.52 دولار.

ويعكس هذا التباين حالة من عدم اليقين في السوق، وسط بحث المستثمرين عن إشارات أوضح لمسار السوق.
كما يتأثر أداء العملات البديلة بشكل مباشر بحركة بيتكوين، التي لا تزال الموجه الرئيسي للسوق حاليًا.

توقعات السوق: الحذر مطلوب رغم الطموحات الصعودية

مع اقتراب النصف الثاني من عام 2025، تستعد الأسواق لاحتمالات متعددة لمسار العملات المشفرة.
ويتفق معظم المحللين على أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد الاتجاه العام للفترة القادمة.
وتبقى بيتكوين في قلب المشهد، حيث يراقبها الجميع كمؤشر رئيسي لثقة المستثمرين وحركة رؤوس الأموال.

في ظل هذه الظروف، تبقى النصيحة الأهم هي تبني الحذر والتحليل الواقعي لكل خطوة.
فبين التفاؤل المشروع والمخاطر الكامنة، لا مكان للقرارات العشوائية في سوق متقلب بهذه الدرجة.