بيتستامب توسّع خدمات التخزين وتستهدف السوق البريطانية وسط تصاعد الطلب على العوائد الرقمية
خطوة استراتيجية تعكس تصاعد المنافسة في سوق العملات المشفّرة
أعلنت منصة “بيتستامب” – وهي من أقدم بورصات العملات الرقمية في العالم – عن إطلاق خدمات التخزين (Staking) لعملائها في المملكة المتحدة. وتأتي هذه الخطوة في إطار توسّع استراتيجي يعكس ارتفاع الطلب على حلول العوائد المستقرة في السوق الرقمية المتقلبة.
وقد أكدت الشركة أنّ العملاء في المملكة المتحدة سيكونون قادرين الآن على المشاركة في برامج التخزين الخاصة بعملة “إثيريوم” (ETH) و”ألغوراند” (ALGO). وقد سبق طرح هذه الخدمات في أسواق مختارة في أوروبا، وتُعد المملكة المتحدة الأحدث ضمن هذا التوسّع.
التأثير المحتمل على السوق البريطانيّة للعملات الرقميّة
تأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه بريطانيا اهتماماً متزايداً بالاستثمار في الأصول الرقمية، مدفوعاً برغبة المستثمرين في تنويع مصادر دخلهم وسط تقلبات الأسواق التقليدية. كما أن خدمات التخزين تتيح للمستثمرين كسب عوائد سنوية من عملاتهم المحتفظ بها، دون الحاجة إلى بيعها أو المخاطرة برأس المال.
وصرّح متحدث باسم “بيتستامب” قائلاً: “نحن ملتزمون بتوسيع عروضنا لتشمل الخدمات الأكثر طلباً، وتُعد خدمات التخزين وسيلة فعالة لتحقيق دخل سلبي بطريقة آمنة ومضمونة نسبيًا”.
الامتثال التنظيمي يمثل محورًا رئيسيًا في هذا التوسع
أوضحت “بيتستامب” أنّ التوسّع في السوق البريطانية تم وفقًا للضوابط التنظيمية التي وضعتها هيئة السلوك المالي البريطانية (FCA). وقد خضعت خدمات التخزين لتقييمات امتثال دقيقة، مما يعكس التزام المنصة بأعلى معايير الحوكمة والشفافية.
يُذكر أن خدمات التخزين تثير تساؤلات تنظيمية في عدة بلدان، نظراً لطبيعتها التي تجمع بين الاستثمار والتكنولوجيا. ومع ذلك، تؤكد “بيتستامب” أنها التزمت بالكامل بالإرشادات المحلية لضمان تجربة آمنة للمستخدمين.
عوائد سنوية مغرية وفرص متنامية للمستثمرين
وفقًا لبيانات “بيتستامب”، يستطيع مستخدمو المنصة تحقيق عوائد سنوية تصل إلى 4.5٪ من خلال تخزين عملة “إثيريوم”، و5٪ من خلال تخزين “ألغوراند”. يتم توزيع العوائد بشكل منتظم، بينما تحتفظ المنصة بأعلى معايير الأمان لحماية الأصول الرقمية.
وقد أضافت الشركة أن الخدمات الجديدة تعتمد على نظام تخزين داخلي شفاف يسمح للمستخدمين بمتابعة أرباحهم بشكل لحظي عبر لوحة التحكم الخاصة بهم.
خلفية عن منصة بيتستامب ودورها الريادي في السوق
تأسست “بيتستامب” عام 2011، وتُعد من أولى بورصات العملات الرقمية التي حصلت على التراخيص اللازمة للعمل في أوروبا. وتتمتع المنصة بسمعة قوية في الأمان والشفافية، مما أكسبها ثقة مستثمرين كبار ومؤسسات مالية حول العالم.
وقد سعت المنصة باستمرار إلى تكييف خدماتها بما يتماشى مع التطورات القانونية والتقنية في المجال، مما ساعدها على الاحتفاظ بمكانتها رغم ظهور منافسين جدد.
مستقبل خدمات التخزين وأثرها على نمو الاقتصاد الرقمي
يشير محللون إلى أنّ خدمات التخزين باتت تمثّل أحد المحركات الأساسية لنمو قطاع العملات المشفرة. فهي تتيح للمستثمرين الاحتفاظ بأصولهم مع تحقيق عائد دوري، مما يُعزز من جدوى الاستثمار طويل الأجل في هذا القطاع.
وتشير التوقعات إلى أنّ السوق البريطانية قد تشهد قفزة في الطلب على هذه الخدمات، خاصة إذا استمر التوجّه نحو الاقتصاد الرقمي والابتعاد عن أدوات الاستثمار التقليدية.
الدعم الفني وضمان الحماية للمستخدمين البريطانيين
أكدت “بيتستامب” أنها خصصت فرق دعم فني محلية لمساعدة المستخدمين الجدد في المملكة المتحدة، وستُقدَّم شروحات مفصلة حول آلية التخزين وآلية حساب العوائد. كما شدّدت الشركة على أن جميع الأصول ستُحفظ ضمن محافظ باردة ومحمية ضد الاختراق.
وقد أطلقت المنصة أيضًا واجهات تفاعلية باللغة الإنجليزية لشرح مزايا التخزين وخطوات الاشتراك، في محاولة لتسهيل العملية على المستثمرين من جميع الفئات.
خاتمة: نقلة نوعية في علاقة المستثمر البريطاني بالأصول المشفرة
يمثّل دخول “بيتستامب” إلى السوق البريطانية بخدمات التخزين خطوة ذات أهمية استراتيجية عالية. فهي لا تعزز فقط من مكانة المنصة، بل تمنح المستثمرين البريطانيين أدوات جديدة لبناء الثروة الرقمية بشكل آمن وفعّال.
ومع تزايد الحاجة إلى بدائل استثمارية متطورة، يبدو أنّ التخزين الرقمي سيكون من بين أبرز الاتجاهات في السنوات القادمة.