توقف موجة التدفقات القياسية لصندوق BlackRock: خروج 430 مليون دولار يهز الأسواق
موجة الصعود تتوقف: iShares Bitcoin Trust يسجل أول تدفق سلبي منذ 31 يومًا
شهد صندوق iShares Bitcoin Trust (IBIT) التابع لشركة BlackRock تحولًا مفاجئًا في مساره الاستثماري، بعد سلسلة غير مسبوقة من التدفقات الإيجابية استمرت 31 يومًا متتاليًا. فقد سجل الصندوق في 30 مايو 2025 خروجًا ماليًا ضخمًا بلغ 430 مليون دولار أمريكي، مما أنهى سلسلة استثمارية اعتبرت الأطول بين جميع صناديق ETF الخاصة بالبيتكوين الفوري.
يُعد هذا الحدث تحولًا كبيرًا في المزاج الاستثماري تجاه الأصول الرقمية، في وقت كانت الأسواق تنتظر استمرار النمو القوي في القطاع.
خلفية الصندوق: كيف أصبح IBIT ركيزة للاستثمار المؤسسي؟
أُطلق صندوق IBIT في يناير 2024، ويُعد أول صندوق مؤسسي للبيتكوين تُطلقه شركة BlackRock، أكبر مدير أصول في العالم. منذ اليوم الأول، اجتذب الصندوق اهتمامًا واسعًا من مؤسسات مالية كبرى ومستثمرين أفراد، نظرًا لسمعة BlackRock وقدرتها على تقديم أدوات استثمارية عالية الموثوقية.
وبمرور الوقت، أصبح IBIT أحد أكثر صناديق البيتكوين شعبية في السوق الأمريكي، إذ بلغ إجمالي الأصول المُدارة لديه أكثر من 20 مليار دولار قبل أيام فقط من تسجيل أول تدفق سلبي.
الأسباب المحتملة لهذا التحول المفاجئ
تتنوع التحليلات حول أسباب هذا التراجع المفاجئ في تدفقات IBIT. لكن غالبية المراقبين يتفقون على عدة عوامل رئيسية ساهمت في ذلك:
-
تقلبات سعر البيتكوين: شهدت العملة الرقمية الأشهر تذبذبًا حادًا في الأسبوع الأخير من مايو، متراجعة بنسبة تزيد عن 7% في بعض البورصات.
-
تغيرات في السياسات النقدية الأمريكية: أظهرت بيانات اقتصادية جديدة أن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه نحو تشديد السياسة النقدية، مما يقلل من شهية المخاطرة.
-
حالة من الترقب قبيل أحداث السوق القادمة: العديد من المستثمرين يفضلون إعادة تقييم محافظهم قبيل إعلان نتائج الربع الثاني من العام الجاري.
مقارنة بأداء صناديق بيتكوين أخرى
رغم الانخفاض الحاد في تدفقات IBIT، فإن صناديق ETF المنافسة مثل Grayscale Bitcoin Trust وFidelity’s Wise Origin Bitcoin Fund لم تسجل تدفقات خارجة مماثلة خلال اليوم نفسه. بل على العكس، سجل بعضها تدفقات طفيفة إيجابية، مما يعكس أن التراجع في IBIT قد يكون مرتبطًا بعوامل خاصة وليس بسوق البيتكوين ككل.
مع ذلك، فإن التأثير النفسي لخروج 430 مليون دولار من أكبر صندوق بيتكوين مؤسسي لا يمكن تجاهله.
تأثيرات سوقية محتملة على البيتكوين والمستثمرين الأفراد
من الطبيعي أن يؤدي هذا النوع من الأخبار إلى زيادة حالة التذبذب في السوق، لا سيما بين المستثمرين الأفراد الذين يتأثرون بسرعة بالموجات النفسية التي تخلقها تحركات الصناديق الكبرى.
وقد لاحظ محللون أن سعر البيتكوين انخفض بأكثر من 3% خلال الساعات التي تلت الإعلان عن التدفقات الخارجة من IBIT، مما يعكس قلقًا متزايدًا من حدوث موجة بيع مؤسسية.
في المقابل، يرى بعض المحللين أن هذا الانخفاض قد يشكل فرصة شراء للمستثمرين ذوي الرؤية الطويلة الأجل، خصوصًا أن الطلب المؤسسي لا يزال قويًا في مجمله.
تصريح محللي السوق حول الحدث
في تصريح لموقع CryptoNews، قال المحلل المالي جون كارلسون من شركة Digital Assets Group:
“رغم أن خروج التدفقات من IBIT يبدو مثيرًا للقلق، فإنه لا يُمثل نهاية الاهتمام المؤسسي بالبيتكوين. بل قد يكون مجرد إعادة تموضع قبيل تحركات أكبر”.
ويُضيف:
“المستثمرون المؤسسيون يميلون إلى التصرف بعقلانية استثمارية مبنية على تحليلات رقمية وتقنية، وليس بناءً على عاطفة السوق”.
توقعات المرحلة المقبلة لسوق صناديق البيتكوين
مع اقتراب النصف الثاني من عام 2025، يُنتظر أن تلعب عدة عوامل دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل صناديق البيتكوين:
-
استقرار السياسات النقدية: قد تؤدي توقعات خفض الفائدة، إن تحققت، إلى زيادة الإقبال مجددًا على الأصول الخطرة مثل البيتكوين.
-
إطلاق منتجات استثمارية جديدة: قد يؤدي تقديم صناديق مشتقة أو هجينة إلى إعادة جذب السيولة من قبل المستثمرين الحذرين.
-
تنظيمات جديدة من هيئة الأوراق المالية الأمريكية: إذا تمت الموافقة على منتجات مالية إضافية متعلقة بالبيتكوين، فستكون عامل جذب قوي للاستثمار المؤسسي.
هل يجب القلق من هذا الانخفاض؟ تقييم شامل
يرى العديد من الخبراء أن هذه الحادثة لا تُشكل انهيارًا أو هروبًا جماعيًا من السوق، بل تعبر عن تصحيح مؤقت. فمن غير المتوقع أن يستمر هذا النمط السلبي لفترة طويلة، خاصة أن العوامل الجوهرية الداعمة للبيتكوين لا تزال قائمة.
كما أن المستثمرين المؤسسيين يتمتعون بقدرة عالية على إعادة توجيه السيولة بسرعة وفقًا لتقلبات الأسواق، وبالتالي لا يجب تفسير خروج يوم واحد فقط على أنه اتجاه عام.
خلاصة: بداية تصحيح أم فرصة للشراء؟
في ضوء ما سبق، فإن خروج 430 مليون دولار من صندوق IBIT هو بالتأكيد حدث لافت ومؤثر على المدى القصير. لكنه لا يحمل بالضرورة إشارات سلبية على المدى الطويل.
بل يمكن اعتباره فرصة لإعادة التوازن في محافظ المستثمرين وبداية مرحلة جديدة من الصعود المنظم، شرط توفر العوامل الداعمة من جهة السياسة النقدية والاستقرار السوقي.