تواجه شركة كوينبيس، إحدى أكبر منصات تداول العملات الرقمية في الولايات المتحدة، أزمة أمنية وقانونية غير مسبوقة بعد تعرضها لاختراق أمني أدى إلى تسريب بيانات حساسة لعدد من مستخدميها. وقد أسفر هذا الحادث عن رفع عدة دعاوى قضائية ضد الشركة، بالإضافة إلى تحقيقات تنظيمية من قبل الجهات المختصة.
تفاصيل الاختراق الأمني
في 15 مايو 2025، أعلنت كوينبيس عن تعرضها لهجوم سيبراني أسفر عن تسريب بيانات شخصية لعدد من المستخدمين، بما في ذلك الأسماء، العناوين، أرقام الهواتف، والبريد الإلكتروني. كما تم تسريب الأرقام الأربعة الأخيرة من أرقام الضمان الاجتماعي، وبعض معلومات الحسابات البنكية، ونسخ من بطاقات الهوية مثل رخص القيادة وجوازات السفر، بالإضافة إلى بيانات الحسابات مثل أرصدة الحسابات وسجل المعاملات.
وأفادت الشركة أن الهجوم تم من خلال رشوة عدد من موظفي الدعم الفني الخارجي للوصول إلى أنظمتها الداخلية وسرقة البيانات. وقد رفضت كوينبيس دفع فدية قدرها 20 مليون دولار طلبها المهاجمون، وأعلنت بدلاً من ذلك عن مكافأة قدرها 20 مليون دولار لأي شخص يقدم معلومات تؤدي إلى القبض على المهاجمين.
الدعاوى القضائية المرفوعة
في أعقاب الإعلان عن الاختراق، تم رفع ست دعاوى جماعية ضد كوينبيس بين 15 و16 مايو 2025. اتهم المدعون الشركة بالفشل في تطبيق بروتوكولات أمنية صارمة لحماية بيانات المستخدمين، وسوء التعامل مع تداعيات عملية الاختراق.
في إحدى هذه الدعاوى، المقدمة إلى محكمة فيدرالية في نيويورك، اتهم المدعي “بول بندر” كوينبيس بالإخفاق في حماية البيانات الشخصية الحساسة لملايين المستخدمين أثناء الحادث. وأشار إلى أن استجابة كوينبيس للحادث كانت “غير كافية، مجزّأة، ومتأخرة”، مما عرض المستخدمين لـ”مخاطر جسيمة ومستمرّة” من سرقة الهوية والاحتيال المالي.
التحقيقات التنظيمية
بالإضافة إلى الدعاوى القضائية، تخضع كوينبيس لتحقيق من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) بشأن التلاعب المحتمل بأرقام المستخدمين عام 2021. وقد نفت الشركة وجود أي مخالفات في هذا الصدد، مؤكدة تعاونها الكامل مع الجهات التنظيمية.
الإجراءات التصحيحية
أعلنت كوينبيس عن نيتها تعويض المستخدمين الذين وقعوا ضحية لهجمات تصيّد احتيالية بسبب هذا الخرق، بتكاليف قد تتراوح بين 180 و400 مليون دولار. كما قامت الشركة بفصل مجموعة من موظفي الدعم الفني بعد الاشتباه بتورطهم في الهجمات، وأعلنت عن فتح مركز دعم جديد في الولايات المتحدة لتعزيز الأمان.
تأثير الحادث على أسهم الشركة
بعد إعلان كوينبيس عن الاختراق، تراجعت أسهم الشركة بنسبة 7% لتصل إلى 244 دولارًا. إلا أن السهم سرعان ما تعافى، مرتفعًا بنسبة 9% ليغلق عند 266 دولارًا في 16 مايو، بحسب بيانات
تواجه كوينبيس تحديات كبيرة في أعقاب هذا الاختراق الأمني، مما يسلط الضوء على أهمية تعزيز إجراءات الأمان السيبراني في شركات التكنولوجيا المالية. ومن المتوقع أن تستمر التحقيقات والدعاوى القضائية في الأسابيع المقبلة، مع ترقب المجتمع المالي لتداعيات هذه الأزمة على مستقبل الشركة.