صناديق الاستثمار المتداولة لإيثريوم: تحديات تهدد مستقبل الشبكة
مقدمة
شهدت العملات الرقمية، وعلى رأسها إيثريوم (ETH)، تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة، خاصة بعد إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) التي تستهدف هذه الأصول الرقمية. ورغم التوقعات الإيجابية التي صاحبت هذه الخطوة، إلا أن الواقع أظهر تحديات كبيرة تهدد مستقبل شبكة إيثريوم.
أداء صناديق إيثريوم المتداولة
منذ الموافقة على إطلاق صناديق إيثريوم المتداولة في يوليو 2024، سجلت هذه الصناديق تدفقات مالية بلغت 2.66 مليار دولار فقط، مقارنة بتدفقات تجاوزت 35.3 مليار دولار لصناديق بيتكوين في نفس الفترة. هذا الأداء الضعيف أثار تساؤلات حول جدوى هذه الصناديق وتأثيرها على شبكة إيثريوم.
أحد أبرز التحديات التي تواجه إيثريوم هو تأثير صناديق الاستثمار المتداولة على لامركزية الشبكة. نظرًا لأن هذه الصناديق لا تستطيع المشاركة في عمليات “الستيكينغ” (staking)، فإنها تحتفظ بكميات كبيرة من ETH دون المساهمة في تأمين الشبكة. هذا الوضع قد يؤدي إلى تقليل عدد المشاركين في تأمين الشبكة، مما يهدد لامركزيتها وأمنها.
مخاطر التركيز المؤسسي
تُظهر البيانات أن شركات مثل Coinbase قد تكون الحاضن الرئيسي لعدة صناديق إيثريوم المتداولة، مما يزيد من مخاطر التركيز المؤسسي. هذا التركيز قد يؤدي إلى تحكم عدد قليل من الكيانات في كميات كبيرة من ETH، مما يتعارض مع مبدأ اللامركزية الذي تقوم عليه الشبكة.
تقلبات سعر ETH
شهد سعر ETH تقلبات حادة منذ إطلاق الصناديق المتداولة، حيث سجل انخفاضًا بنسبة 21% في أغسطس 2024، رغم التوقعات بارتفاعه بعد إطلاق الصناديق. هذا الانخفاض يعكس تأثير التدفقات الخارجة من الصناديق، والتي بلغت 562.5 مليون دولار، مما زاد من الضغوط البيعية على العملة.
انخفاض النشاط على الشبكة
أظهرت البيانات انخفاضًا في عدد المعاملات والعناوين النشطة على شبكة إيثريوم، مما يشير إلى تراجع في استخدام الشبكة. هذا التراجع قد يكون نتيجة لانخفاض الحوافز للمشاركين في الشبكة، خاصة مع عدم مشاركة الصناديق المتداولة في عمليات “الستيكينغ”.
التحديات التنظيمية
رغم الموافقة على إطلاق صناديق إيثريوم المتداولة، إلا أن التحديات التنظيمية لا تزال قائمة. تُظهر تصريحات مسؤولي هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) ترددًا في التعامل مع هذه الصناديق، خاصة فيما يتعلق بتصنيف ETH كأصل مالي.