تشير التحليلات الحديثة إلى تصاعد واضح في مؤشرات الاضطراب داخل الاتحاد الأوروبي، مما قد يؤدي إلى سيناريو تاريخي يتمثل في تفكك الاتحاد، وهو ما قد يدفع بأسعار العملات الرقمية إلى مستويات غير مسبوقة.
رائد الأعمال والمحلل الاقتصادي فهد قطينة يرى أن الأوضاع الحالية تحمل جميع إشارات الانهيار التدريجي، مع توقعات بأن تصبح الأصول الرقمية أبرز المستفيدين من هذا التحول الهائل.
تصاعد المؤشرات يومًا بعد يوم
بحسب تحليل فهد قطينة، فإن المؤشرات الدالة على تزعزع الاتحاد الأوروبي تتصاعد بشكل يومي، مدفوعة بعوامل سياسية واقتصادية معقدة، تضع الكيان الأوروبي تحت ضغوط غير مسبوقة منذ تأسيسه.
هذه المؤشرات لم تعد مجرد تحليلات نظرية بل تحولت إلى وقائع ملموسة على أرض الواقع.
حقائق ميدانية تعزز توقعات الانهيار
من بين أهم الوقائع التي تؤكد ازدياد احتمالية انهيار الاتحاد الأوروبي بحسب تحليل فهد قطينة:
1. تصريحات ترامب: اتهام مباشر بفشل الاتحاد الأوروبي
اتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي بأنه استنزف ميزانية الولايات المتحدة دون تحقيق إنجازات تُذكر، معتبرًا أن أمريكا كانت تمول “جسدًا ميتًا” دون أي مقابل استراتيجي أو اقتصادي حقيقي.
2. التخلي التدريجي عن أوكرانيا
شهد العالم مؤخرًا مؤشرات واضحة على تراجع دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، في ظل ازدياد الأصوات المعارضة داخل أوروبا لاستمرار الإنفاق العسكري والدعم الاقتصادي لكييف، وهو ما كشف عن هشاشة الوحدة الأوروبية عندما يتعلق الأمر باتخاذ مواقف استراتيجية طويلة الأمد.
3. تدهور الأوضاع الاقتصادية في أوروبا
تعاني دول الاتحاد الأوروبي الكبرى، مثل ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، وإسبانيا، من تباطؤ اقتصادي خطير، ارتفاع في معدلات التضخم، وتزايد الدين العام. هذا التراجع الاقتصادي جعل فكرة الانفصال عن الاتحاد أكثر جاذبية لبعض الدول الباحثة عن حلول وطنية سريعة.
4. أزمة الضرائب العالمية وكشف أسرار العلامات التجارية الكبرى
الصراع الضريبي المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين أدى إلى كشف معلومات حساسة حول تحركات كبرى العلامات التجارية الفاخرة عالميًا، مثل Gucci، Chanel، وLouis Vuitton (LV).
تلعب هذه العلامات دورًا اقتصاديًا ضخمًا في اقتصادات دول أوروبية رئيسية، خاصة إيطاليا، فرنسا، وإسبانيا، إذ تعتمد هذه الدول بشكل كبير على الصناعات الفاخرة كمصدر رئيسي للدخل القومي.
هذا الكشف أظهر هشاشة الاعتماد الأوروبي على قطاعات الرفاهية، وكشف عن اختلالات خطيرة في البنية المالية للاتحاد الأوروبي، مما زاد من حالة عدم اليقين داخل الأسواق الأوروبية، وأدى إلى مزيد من القلق بشأن مستقبل استقرار الاقتصاد الأوروبي.
سيناريو قادم: الذهب والعملات الرقمية في صدارة المشهد
وفقًا لتحليل فهد قطينة، إذا تحقق سيناريو تفكك الاتحاد الأوروبي، فإن المخزون النقدي الهائل الموجود حاليًا داخل الأسواق الأوروبية، سيتجه مباشرة إلى الأصول البديلة مثل:
- الذهب كملاذ آمن تقليدي.
- العملات الرقمية باعتبارها الجيل الجديد من أدوات حماية الثروات في بيئة مالية مضطربة.
ويضيف قطينة أن العملات الرقمية قد تشهد ارتفاعات تتجاوز 300% خلال فترة زمنية قصيرة، نتيجة الهروب الجماعي من العملات الورقية التقليدية إلى الأصول الرقمية.
عملات رقمية في قلب مشهد عالمي جديد
رغم أن سيناريو انهيار الاتحاد الأوروبي لا يزال في طور التوقعات، إلا أن تصاعد المؤشرات اليومية يجعل هذا السيناريو أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى.
وفي خضم هذا المشهد المضطرب، يبدو أن العملات الرقمية مرشحة لتكون اللاعب الأكبر في رسم معالم النظام المالي العالمي الجديد.