لطالما كانت العقود الذكية تُكتب بلغة برمجية معقدة، مما جعل فهمها واستخدامها مقتصرًا على المتخصصين. ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، ظهرت مبادرات تهدف إلى تبسيط هذه العقود وجعلها أكثر تفاعلية.
مشروع “نوا” (Nuwa) التابع لشبكة “روتش” (Rooch Network) يُعد من أبرز هذه المبادرات، حيث يُمكن المستخدمين من إنشاء عقود ذكية تعتمد على التعليمات النصية بدلاً من الأكواد البرمجية، مما يُسهل التفاعل معها ويجعلها أكثر فهمًا للمستخدمين العاديين.
كيف تعمل العقود الذكية المدفوعة بالمطالبات؟
تعتمد العقود الذكية الجديدة على ثلاث طبقات متكاملة:
-
الطبقة الأولى: يتم فيها نشر الوكلاء الذكيين باستخدام إطار عمل “موف” (Move) الخاص بشبكة “روتش”، حيث يُحدد سلوك كل وكيل من خلال مطالبة نظامية تُحدد دوره وسلوكه.
-
الطبقة الثانية: يتصل الوكلاء بنماذج لغوية كبيرة (LLMs) عبر طبقة أوراكل، مما يُمكنهم من معالجة وفهم التعليمات النصية.
-
الطبقة الثالثة: يعمل كل وكيل داخل غرفة دردشة على السلسلة، حيث يتم تسجيل جميع التفاعلات بين المستخدمين والوكلاء بشكل دائم وشفاف.
هذه البنية تُتيح للوكلاء الذكيين التفاعل مع المستخدمين بطريقة طبيعية، مما يُحسن من تجربة المستخدم ويُسهل استخدام العقود الذكية.
فوائد العقود الذكية التفاعلية
التحول إلى العقود الذكية المدفوعة بالمطالبات يُقدم العديد من الفوائد، منها:
-
سهولة الاستخدام: يُمكن للمستخدمين التفاعل مع العقود الذكية باستخدام اللغة الطبيعية، مما يُقلل من الحاجة إلى المعرفة التقنية.
-
شفافية أكبر: يتم تسجيل جميع التفاعلات على السلسلة، مما يُعزز من الشفافية والمساءلة.
-
مرونة أعلى: يُمكن للوكلاء الذكيين التكيف مع متطلبات المستخدمين وتقديم استجابات مخصصة.
التحديات المستقبلية
رغم الفوائد العديدة، تواجه العقود الذكية التفاعلية بعض التحديات، مثل:
-
الاعتماد على مزودي الذكاء الاصطناعي المركزيين: يُثير هذا الأمر مخاوف بشأن الخصوصية والأمان.
-
التحقق من صحة التفاعلات: يُعد التحقق من صحة التفاعلات بين المستخدمين والوكلاء أمرًا ضروريًا لضمان الأمان والموثوقية.
تُمثل العقود الذكية المدفوعة بالمطالبات خطوة مهمة نحو جعل العقود الذكية أكثر تفاعلية وسهولة في الاستخدام. ومع استمرار التطور في هذا المجال، من المتوقع أن تُحدث هذه العقود تحولًا كبيرًا في كيفية تفاعل المستخدمين مع التكنولوجيا المالية والبلوكشين.