في فبراير 2025، شهدت الأرجنتين واحدة من أكثر الفضائح إثارة في تاريخها السياسي والمالي، عندما روّج الرئيس خافيير ميلي لعملة رقمية تُدعى “$LIBRA” عبر حساباته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي. ما بدأ كحملة ترويجية لمشروع اقتصادي خاص، انتهى بانهيار العملة وخسائر فادحة للمستثمرين، مما أثار تساؤلات حول دور الرئيس في هذه الكارثة.
الصعود السريع والانهيار المفاجئ
في 14 فبراير 2025، نشر الرئيس ميلي تغريدة ترويجية لعملة “$LIBRA”، مما أدى إلى ارتفاع قيمتها من 0.000001 دولار إلى 5.20 دولارات خلال 40 دقيقة. لكن بعد ساعات قليلة، انهارت العملة بنسبة 85%، مما أدى إلى خسائر تقدر بـ250 مليون دولار لحوالي 74,000 مستثمر. تبين لاحقًا أن 70% من العملة كانت مملوكة للمؤسسين الذين باعوا حصصهم فجأة، في ما يُعرف بـ”سحب البساط” (Rug Pull).
الفضيحة السياسية: اتهامات وتحقيقات
أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب في الأرجنتين، حيث قُدمت أكثر من 100 شكوى جنائية ضد الرئيس ميلي، متهمة إياه بالمشاركة في عملية احتيال. على الرغم من نفيه أي علاقة مباشرة بالمشروع، إلا أن التحقيقات كشفت عن اتصالات بين مستشاريه ومنظمي العملة. أمر ميلي بفتح تحقيق داخلي، لكن الشكوك حول تورطه استمرت، مما أدى إلى مطالبات بعزله من قبل المعارضة.
تُظهر هذه القصة كيف يمكن للترويج غير المدروس لمشاريع العملات الرقمية أن يؤدي إلى كوارث مالية وسياسية. يجب على المسؤولين والمستثمرين على حد سواء توخي الحذر والتحقق من مصداقية المشاريع قبل الترويج أو الاستثمار فيها.