في خطوة استراتيجية تعكس تطلعاتها نحو التحول الرقمي، ألمحت بلدية مدينة بنما إلى إمكانية إنشاء احتياطي وطني من عملة البيتكوين، وذلك عقب لقاء جمع عمدة المدينة، ماير ميزراشي، مع مسؤولين بارزين من السلفادور.
لقاء مع مسؤولي السلفادور يثير التكهنات
في 16 مايو 2025، نشر عمدة مدينة بنما، ماير ميزراشي، تغريدة مقتضبة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) كتب فيها “احتياطي بيتكوين”، وذلك بعد اجتماعه مع ماكس كيزر وستايسي هربرت، وهما من أبرز مهندسي سياسة البيتكوين في السلفادور .
هذا اللقاء أثار تساؤلات حول إمكانية تبني مدينة بنما لسياسات مشابهة لتلك التي اتبعتها السلفادور، والتي كانت أول دولة تعتمد البيتكوين كعملة قانونية.
بنما تتجه نحو قبول العملات الرقمية في الخدمات العامة
سبق لمدينة بنما أن أعلنت عن خطط لقبول العملات الرقمية، بما في ذلك البيتكوين والإيثيريوم، كوسائل دفع للضرائب والخدمات البلدية. تم تنفيذ هذه الخطوة بالتعاون مع بنك محلي يقوم بتحويل العملات الرقمية إلى الدولار الأمريكي فورًا، مما يضمن الامتثال للقوانين المالية دون الحاجة إلى تشريعات جديدة .
تعزيز الوعي المالي من خلال التعليم
في إطار سعيها لتعزيز الوعي المالي، تخطط مدينة بنما لإدراج كتاب “ما هو المال؟” في مكتباتها الرقمية. هذا الكتاب، الذي يُدرس في السلفادور، يهدف إلى تثقيف المواطنين حول مفاهيم العملات الرقمية والاقتصاد الحديث
التحديات القانونية والتشريعية المحتملة
رغم الحماس المتزايد، فإن إنشاء احتياطي بيتكوين رسمي يتطلب موافقة الجمعية الوطنية في بنما. حتى الآن، لم يتم تقديم أي مشروع قانون بهذا الشأن، مما يشير إلى أن الخطوة لا تزال في مراحلها الأولية وتحتاج إلى دعم سياسي وتشريعي لتحقيقها .
بنما في سياق التوجهات العالمية
تأتي هذه التحركات في وقت تتجه فيه دول ومدن أخرى نحو تبني العملات الرقمية. على سبيل المثال، أعلنت ولايات أمريكية مثل أريزونا ونيوهامبشير عن خطط لإنشاء احتياطيات من البيتكوين، بينما تدرس أوكرانيا إمكانية إدراج البيتكوين في احتياطياتها الوطنية .
الخلاصة
بينما تواصل مدينة بنما استكشاف إمكانيات تبني البيتكوين كجزء من استراتيجيتها المالية، فإن الخطوات المستقبلية ستعتمد على الدعم التشريعي والسياسي. إذا تم تنفيذ هذه الخطط، فقد تصبح بنما نموذجًا يحتذى به في تبني العملات الرقمية على المستوى الحكومي.