في يوم الإثنين الموافق 16 يونيو 2025، نفذت منصة “X” التابعة لتقنية التواصل الاجتماعي موجة تعليق واسعة استهدفت حسابات عدّة مرتبطة بالعملات الرقمية. شملت هذه الإجراءات تعليق الحساب الرسمي لمنصة إطلاق عملات الميم “Pump.fun” وحساب مؤسسها ألون كوهين. كذلك طالت هذه العملية حساب قائد شركة Eliza Labs، شاو والترز، الذي يقف وراء نظام التشغيل مفتوح المصدر “ElizaOS” . وفي الوقت ذاته، شملت موجة التعليق عددًا من الحسابات المرتبطة بمنصات أخرى مثل GMGN وBloom Trading وBullX، بالإضافة إلى عدة أدوات وتعاملات متخصصة في العملات المشفرة .
دوافع معلقة وراء قرار التعليق
رغم عدم توضيح منصة “X” أسباب تعليق الحسابات، إلا أنه يُعتقد أن القرار جاء ضمن حملة رقابية تشنها المنصة لحماية مستخدميها. يُشار إلى احتمال خرق هذه الحسابات للمعايير التالية:
-
المخالفات المتعلقة باستخدام واجهات برمجة التطبيقات (API)
تشير تقارير إلى أن بعض المنصات اتخذت مسارات غير رسمية للوصول إلى بيانات منصة “X”، تفادياً لتكاليف استخدام واجهتها الرسمية البالغة 60 ألف دولار سنوياً . -
انتشار محتوى آلي أو مضلل
يشير المحلّلون إلى أن حسابات مرتبطة بمنصات GMGN وElizaOS قد استخدمت أدوات نشر تلقائية، مما تسبب في نشر مواد متكررة قد تُعدّ سبام، وهو ما يُعد انتهاكاً لشروط “X” . -
ارتياب في نشاطات مالية مشبوهة
هناك احتمال أن تكون منصة Pump.fun قد تورّطت في ممارسات مثل “استخراج السيولة الآلي” (Liquidity Harvesting 2.0)، وهي نشاطات مالية قد تثير شكوكاً قانونية نتيجة سحب السيولة دون شفافية، وفقاً لتصريحات بعض المستخدمين على “X.
خلفية عن منصة Pump.fun وجدلية عملها
تأسست Pump.fun في 19 يناير 2024 كنظام إطلاق عملات رمزية مبنية على سلسلة سولانا. وتُعرف المنصة بسرعة إطلاقها للعملات، ما أكسبها تفاعلًا هائلاً وسط مجتمع العملات الرقمية .
ولكنها لم تخلُ من الانتقادات. إذ اتُهمت بالسماح بإنشاء عملات “ميم” عالية المضاربة بدون هدف فعلي، مما أثار اتهامات بالترويج لعمليات “ضخّ ومضّ” (pump-and-dump) غير قانونية . وقد قُدّرت الرسوم التي جنتها المنصة بنحو 500 مليون دولار، وذلك وفقًا لدعوى قضائية رفعت ضدها بحجة بيع أوراق مالية غير مسجلة .
إضافة إلى ذلك، شهدت المنصة اضطرابًا في الميزات التفاعلية مثل البث المباشر، حيث أُثيرت مخالفات تتعلق بالسلوك العنيف أو الترويع، مما أدى إلى تعليق تلك الخدمة . وأيضًا عانت المنصة من دعاوى قضائية في الولايات المتحدة، أبرزها دعوى في يناير 2025 تتهمها بتشغيل سوق أوراق مالية غير مرخصة، إثر سقوط عدد من المستثمرين في رمزية “PNUT” .
تأثير موجة التعليق على السوق وخطة الطرح
على الرغم من تعليق حسابات Pump.fun على “X”، إلا أن موقعها الإلكتروني ما يزال يعمل، مستمراً في إطلاق عملات جديدة دون توقف، رغم ضعف قناة التواصل الرئيسية .هذا التعليق جاء في توقيت حرج، إذ كانت منصة Pump.fun تخطط لطرح رمزي بقيمة سوقية قد تصل إلى 4 مليارات دولار، بهدف جمع مليار دولار. وبحسب تصريحات بعض أعضاء المجتمع، فإن تعليق الحسابات قد يؤدي إلى فشل هذه الخطة أو إحداث ارتباك فيها . كما أشار عدد من المراقبين إلى أن تعليق الحسابات قد يؤدي إلى زعزعة ثقة الجمهور والمستثمرين، خاصة في ظل ضعف أدوات التواصل الرسمية حالياً. إذ يمثل الحساب الرسمي لـ Pump.fun على “X” نقطة تفاعل رئيسية مع متابعيها.
أثر التعليق على قطاع العملات الميم
لا يقتصر التهديد على Pump.fun وحدها. إذ تشير البيانات إلى أن عشرات الحسابات المرتبطة بالتداول الآلي والتركيز على العملات الميم ربما تتعرض للإيقاف المفاجئ، مما أظهر أن هذه القطاعات باتت تحت مجهر صارم من المنصة الرقابية . وأظهرت بيانات التداول على DEX Screener أن عملات جديدة مستلهمة من موجة التعليق شهدت نشاطًا بقيمة تزيد على 10 ملايين دولار خلال ساعة واحدة . بغض النظر عن تأثير هذه الضجة، فإنها تؤكد حجم التداعيات المالية والنفسية للمجتمع تجاه هذه المبادرات.
في النهاية، تجسّد موجة تعليق حسابات Pump.fun والمؤسس ألون كوهين، إضافة إلى حسابات أخرى، تصعيدًا ملحوظًا نحو مراقبة منصات الأصول الرقمية، وخصوصاً تلك المرتبطة بالعملات الميم. لم يتم الإعلان رسمياً عن السبب، لكن مؤشرات قوية تربط القرار بانتهاكات مرتبطة باستخدام واجهات غير رسمية، بنشر محتوى آلي، وممارسات مالية مشبوهة.
إذا ما استمر الوضع، فسيكون لهذا الحدث انعكاسات واضحة على خطط الطرح المزمع وسمعة هذه المنصات لدى جمهور المستثمرين. لذا فإن المتابعين ينظرون بترقب إلى قرار “X” وردود السلطات التنظيمية، بما في ذلك هيئة الأوراق المالية الأميركية SEC، التي قد تكون وراء هذه الحملة التنظيمية لاحقاً.