تواصل المملكة العربية السعودية تنفيذ استراتيجيتها الطموحة لتعزيز التحول الرقمي، مع التركيز على تطوير البنية التحتية لتقنيات البلوكشين والعملات الرقمية. يأتي هذا التوجه في إطار رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الابتكار في القطاع المالي. وفي هذا السياق، يعمل البنك المركزي السعودي (ساما) على مشروع اختبار العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC)، بالتعاون مع البنوك المحلية وشركات التقنية المالية، لدراسة حالات الاستخدام المحتملة وتأثيرها على النظام المالي.
مبادرات حكومية لتعزيز البنية التحتية الرقمية
تسعى الجهات الحكومية السعودية إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية من خلال مبادرات متعددة. فقد أطلقت الأكاديمية المالية السعودية برنامجًا تدريبيًا حول تكنولوجيا البلوكشين وتطبيقاتها في قطاع الخدمات المالية، بهدف تمكين المشاركين من فهم التقنية وتطبيقاتها العملية. كما عقدت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ورشة عمل تناولت تأثيرات تقنية البلوكشين في التحول الرقمي، مؤكدة على توقعات بنمو سوق هذه التقنية بنسبة تتجاوز 41% بحلول عام 2025.
شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص
في إطار تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، قامت المملكة بتوقيع اتفاقيات مع شركات تقنية عالمية لتطبيق تقنيات البلوكشين في مختلف المجالات. على سبيل المثال، تعاونت مؤسسة النقد العربي السعودي مع شركة Ripple لاستخدام برنامج xCurrent في تنفيذ عمليات التحويل الخارجية بين المصارف، مما يسهم في تقليل تكلفة المدفوعات عبر الحدود.
دور إقليمي متنامٍ في مجال البلوكشين
تسعى المملكة إلى تعزيز مكانتها كمركز إقليمي لتقنيات البلوكشين والعملات الرقمية. فقد أطلقت مشروع “عابر” بالتعاون مع مصرف الإمارات المركزي، لإصدار عملة رقمية مشتركة تهدف إلى تسهيل عمليات التسوية المالية بين البلدين. كما تعمل المملكة على تطوير بيئة تنظيمية داعمة للابتكار، مع التركيز على حماية المستهلك وتعزيز الشفافية في التعاملات الرقمية.
توقعات مستقبلية واعدة
تشير التوقعات إلى نمو ملحوظ في تبني تقنيات البلوكشين والعملات الرقمية في المملكة خلال السنوات القادمة. ومن المتوقع أن تسهم هذه التقنيات في تحسين كفاءة العمليات المالية، وتعزيز الشمول المالي، ودعم الابتكار في الخدمات المالية. كما يُتوقع أن تلعب دورًا محوريًا في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، من خلال تعزيز الاقتصاد الرقمي وجذب الاستثمارات الأجنبية.