عمالقة الاستثمار العالمي يتزاحمون على سندات تيليغرام رغم التحقيق مع الرئيس التنفيذي
استثمارات ضخمة تقودها “بلاك روك” و”سيتادل” في سندات تيليغرام ذات العوائد المرتفعة
في خطوة غير متوقعة، أبدت كبرى المؤسسات المالية العالمية، مثل “بلاك روك” و”سيتادل”، اهتمامًا بالغًا بسندات أصدرتها شركة تيليغرام.
وقد تجاوزت قيمة الاكتتاب في هذه السندات مبلغ 1.5 مليار دولار أمريكي، رغم التحقيقات الجارية مع الرئيس التنفيذي للشركة، بافل دوروف.
هذا الإقبال الكبير على السندات يأتي وسط حالة من الغموض التنظيمي.
ويكشف عن شهية المستثمرين العالية تجاه فرص العوائد المرتفعة، حتى وإن كانت مرتبطة بمخاطر تنظيمية أو قانونية محتملة.
تفاصيل إصدار السندات: عائدات مغرية ومخاطر قائمة
تيليغرام طرحت سندات قابلة للتحويل تستحق في عام 2030، وبمعدلات فائدة مرتفعة تتراوح بين 7٪ و 8٪ سنويًا.
تلك العوائد تفوق بكثير المتوسطات المعتادة في الأسواق العالمية، مما جذب المستثمرين الباحثين عن أرباح عالية.
وقد حصلت هذه السندات على اهتمام مكثف من صناديق التحوط وصناديق الاستثمار الخاصة، نظرًا لطبيعة تيليغرام كشركة تكنولوجيا غير مدرجة.
رغم غياب الشفافية التي توفرها الشركات المتداولة في الأسواق العامة، فإن مكانة تيليغرام العالمية كمنافس بارز في مجال الاتصالات جعلتها وجهة استثمارية جاذبة.
دوافع المؤسسات الكبرى وراء هذا القرار
التحليل الأولي يُظهر أن “بلاك روك” و”سيتادل” تسعيان إلى اقتناص فرصة قد تحقق أرباحًا كبيرة في ظل بيئة فائدة مرتفعة.
فالطلب العالمي على أدوات استثمار ذات عوائد كبيرة يدفع المؤسسات لتجاوز المخاوف المرتبطة بالقوانين والتنظيمات.
ويبدو أن بعض المؤسسات تنظر إلى التحقيقات الجارية مع دوروف على أنها لا تؤثر جوهريًا على القوة التشغيلية للشركة.
بل ترى أن النظام البيئي الذي بنته تيليغرام، خاصة مع توسعها في Web3 والعملات الرقمية، يمنحها مستقبلًا ماليًا واعدًا.
دوروف في دائرة الضوء: تدقيق حكومي وتحقيقات غربية
رغم جاذبية السندات، إلا أن التحقيق مع بافل دوروف يمثل مصدر قلق.
الحكومات الغربية، خصوصًا في أوروبا، أعربت عن قلقها من استخدام تيليغرام في عمليات غير قانونية، بما في ذلك غسيل الأموال.
بعض التقارير تشير إلى أن أجهزة أمنية أوروبية تراقب عن كثب نشاطات التطبيق.
كما تجري بعض الجهات الحكومية محادثات مع إدارة تيليغرام لتحسين آليات الامتثال والشفافية.
هل المخاطر تفوق العوائد؟ نظرة متعمقة إلى معادلة الاستثمار
المستثمرون يتعاملون مع هذا الطرح باعتباره مزيجًا من المخاطرة والفرصة.
فالعائد المرتفع لا يأتي دون تكلفة، لكن البعض يراه مبررًا نظرًا للإمكانيات التكنولوجية الضخمة التي تتمتع بها تيليغرام.
مع أكثر من 900 مليون مستخدم حول العالم، فإن نفوذ تيليغرام الرقمي يُعد أداة ضغط قوية بيد الشركة أمام الجهات التنظيمية.
ومع توسع الشركة في مجالات مثل البلوكشين ومنصات التشفير، يُتوقع أن تتزايد قيمتها السوقية خلال السنوات القادمة.
السوق التمويلي في وادي السيليكون: منافسة على الفرص عالية العائد
هذا الطرح يعكس تحوّلًا أكبر في سلوك المستثمرين تجاه شركات التكنولوجيا غير المدرجة.
فقد أصبح من المعتاد أن تتجه رؤوس الأموال الكبرى إلى فرص غير تقليدية خارج الأسواق العامة.
وتعتبر السندات القابلة للتحويل وسيلة مرنة للمستثمرين للمشاركة في نمو الشركات الناشئة دون شراء أسهم مباشرة.
وهذا النوع من الأدوات بات يحظى بشعبية متزايدة، خاصة عندما تكون الشركات المصدرة ذات حضور عالمي مثل تيليغرام.
كيف تنظر الأسواق العالمية إلى هذا التطور؟
الأسواق تلقت هذا الخبر بنوع من الحذر الممزوج بالتفاؤل.
ففي حين أبدت بعض الجهات التنظيمية مخاوفها، فإن المؤسسات الاستثمارية أعربت عن ثقتها في قدرة تيليغرام على التعامل مع التحديات.
وتُظهر بيانات أولية أن طلب المستثمرين على السندات فاق الكمية المعروضة بأكثر من 3 أضعاف.
ما يعني أن هناك ثقة متزايدة في نموذج عمل تيليغرام، حتى مع استمرار الغموض التنظيمي.
الخلاصة: بين الجرأة والحذر، تيليغرام تستقطب الأضواء
يؤكد هذا الطرح أن الأسواق لا تزال تتعطش لفرص العائد المرتفع رغم تصاعد المخاطر الجيوسياسية والتنظيمية.
وتظهر تيليغرام كلاعب عالمي لا يخشى الدخول في معادلات تمويلية جريئة، حتى وسط ظروف معقدة.
يبقى السؤال: هل ستنجح الشركة في الحفاظ على هذا الزخم دون أن تقع في شرك العقوبات أو التدخلات التنظيمية؟
الإجابة ستتضح خلال الأشهر القادمة، حين تنجلي نتائج التحقيقات ويتم تقييم الأداء الفعلي للسندات في الأسواق الثانوية.